راحة وسط الألم

Miracles راحة وسط الألم

لا راحة أعظم من راحة السيد المسيح على الصليب. فوسط آلام الصلب المبرحة، شعر براحة لا توصف نابعة من تخليص البشرية من حكم الموت، وإرضاء العدل الإلهي، وبذل نفسه كمحرقة وذبيحة خطية لفداء البشر جميعًا.
وكذلك شعر التلاميذ والمؤمنين الشهداء بنفس الراحة، وإن كان بنسب متفاوتة. فوسط عذاباتهم وآلامهم، شعروا براحة نابعة من قربهم من الالتقاء بالرب في الفردوس، والتخلص من رباط الجسد والمادة، والانطلاق إلى بيت الأب. مثل استفانوس عندما كان يرجم من أجل الرب “فقال: «ها أنا أنظر السماوات مفتوحة، وابن الإنسان قائما عن يمين الله».” (أع 7: 56).
وهكذا كل من احتمل آلامًا لأجل المسيح. وهكذا شعر الآباء الرسل القديسين براحة بعد جلدهم، لأنهم حسبوا أنفسهم مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه. “فانقادوا إليه. ودعوا الرسل وجلدوهم، وأوصوهم أن لا يتكلموا باسم يسوع، ثم أطلقوهم. وأما هم فذهبوا فرحين من أمام المجمع، لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه. ” (أع 5: 40 – 41).
وكذلك الأب والأم يشعران براحة من كل تعبهما من أجل تربية أولادهما. مهما بذلا من جهد جسدي في العناية بهم، ومهما احتملا من تعب في سهر الليل، وفي العناية بصحة هؤلاء الأطفال ونظافتهم، وفي الاهتمام بتعليمهم والإنفاق عليهم، في كل ذلك يشعران براحة.
وكذلك تشعر الأم براحة وهي تحمل جنينا في أحشائها، لأن الله وهبها ابنا، مهما كانت متاعب الحمل والولادة.
ففي كل هذه المواقف، نجد راحةً نابعة من الألم. راحةٌ نابعة من الحب والتضحية، راحةٌ نابعة من الإيمان والأمل، راحةٌ نابعة من الشعور بقيمة ما نقوم به.
فلا نُخاف من الألم، بل نُواجهه بثقة وإيمان، ونعلم أن راحة عظيمة تنتظرنا في النهاية.
تجلت الراحة في الكتاب المقدس بأسمى صورها في إتمام الرب يسوع المسيح عمل الفداء على الصليب. فقبل أن يلفظ السيد المسيح أنفاسه الأخيرة، قال “قَدْ أُكْمِلَ” (يو 19: 30).
طوبى لك أن كنت تتألم في حياتك من أجل خلاص النفوس والاستثمار في حياتهم. “الحق الحق أقول لكم: إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير.” (يو 12: 24).

signature-d

الله يريد تغيير حياتك

احصل على التشجيع اليومي



* بالاشتراك ، أنت توافق على شروط وأحكام Jesus.net وبيان الخصوصية..

You are a miracle!